Powered By Blogger

الأحد، 26 أغسطس 2012

من رواية عرس الزين-الطيب صالح.

(من رواية عرس الزين للطيب صالح)

وقف الرجال في دائرة كبيرة, تحيط بفتاة ترقص في الوسط,ثوبها انجدر عن راسها,وصدرها بارز للامام,ونهداها نافران.ترقص كما تمشي الاوزة,ذراعاها الي جانبيها تحركهما في تناسق مع راسها وصدرها ورجليها. ويصفق الرجال ويضربون الارض بارجلهم,ويحمحمون بحلوقهم.وتضيق الدائرة علي الفتاة فترمي شعرها الممشط المعطر علي وجه أحدهم .ثم تتسع الدائرة.و تتماوج الزغاريد, ويشتد التصفيق, ويقوي وقع الارجل علي الارض,ويخرج الغناء سلسا.ملحنا من فم فطومة.

وكان الامام جالسا مع جماعة,في ديوان حاج ابراهيم الذي يشرف علي فناء الدار,فحانت منه التفاتة, ووقعت عينه علي سلامه وهي منهمكة في رقصها.ورايء صدرها البارز,ورايء كفلها الكبير,حين تضرب برجلها يهتز و يترجرج, منقسما الي شقين كانهما نصفا بطيخة, و بينهما واد هبط فيه الثوب.وكانت سلامة في رقصها قد انثنت حتي اصبح جسمها في شكل دائرة,فمس شعرها الارض, و زاد بروز صدرها , و بروز كفلها. ورايء الامام ساقها اليمني وجزا من فخذها الممتليء, وقد رفع عنه الثوب.
وحين عاد الامام بوجهه الي محدثه,كانت عيناه مربدتين مثل الماء العكر.
وتحولت دقات الدلاليك الي العرضة.دقتان سريعتان واخري منفردة. و اخذ الرجال يرمحون باقدامهم كما تخب الخيل. وتقاطر عرب القوز علي حلبة الرقص, فتواثبوا وتصايحوا وطرقعوا باسواطهم. رجال قصار القامات مشدودو العضلات....الخ ...الخ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق