Powered By Blogger

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

عائشة الفلاتية


ألحان الربيع عائشة الفلاتية



وُلِدْت عَائِشَة مُوَسَي احْمَد فِي امُدُرمّان عَام 1922 وَكَان وَالِدُهَا قَد حَضَر إِلَى الْسُّوْدَان وَهُو صَغِيْر مَع أَقَارِبِه مِن نِيْجِيْرِيَّا بِغَرَض الْتِّجَارَة وَاسْتَقَر فِيْه وَتَزَوَّج فِيْه وَانْجِب بِنْتَيْن وَعَائِشَة وَاسْتَقَر فِي الْسُّوْدَان
وَكَانَت عَائِشَة مُوَلَّعَة مُنْذ الْصِغَر بِالْغِنَاء وَقَد اسْتُلْهِمَت مِن الْغِنَاء الْخَفِيف الْمَصَادِر الْأُوْلَى لِفَنّها الَّذِي كَان يَعْرِف بِالَتَمْتم فَحَفِظْت عِدَّة أُغْنِيَات تَجَلَّت فِي أَدَائِهَا
وَابْتَدَاء اسْمُهَا يَلْمَع وَصَوْتُهَا يَنْتَشِر بِسُرْعَة وَكَانَت فِي ذَلِك الْوَقْت حَرِيْصَة عَلَي أَن تُغْنِي لِلْأَهْل وَالْأَصْدِقَاء فِي الْمُنَاسَبَات الْخَاصَّة فَكَان مِن الْطَّبِيْعِي أَن تَحَوَّز عَلَي إِعْجَاب كُل مَن اسْتَمَع إِلَيْهَا
وَكَانَت تَسْتَمِع لِلاغَانِي الّفّنّان احْمَد الْمُصْطَفَي وَحَسُن عَطِيَّة وَسُرُوْر مِن الْرَّادِيُو وَتَمَنَّت مِن صَمِيْم قَلْبِهَا أَن تَكُوْن مِثْلَهُم وَتُغَنِّي فِي الْإِذَاعَة وَإِذَا بِحُلْم الْفَتَاة يَتَحَقَّق فَقَد سَمِع عَنْهَا الْأُسْتَاذ حُسَيْن طَه زَكِي مُرَاقِب الْإِذَاعَة فِي ذَلِك الْوَقْت فَاثْنِي عَلَيْهَا وَوَافَق عَلَي تَقْدِيْمُهَا لِلْمُسْتَمِعَيْن لِيَسْتَمْتِعُوْا بِهَذَا الْصَّوْت وَهَكَذَا غَنَّت عَائِشَة لِأَوَّل مّرَّة فِي الْإِذَاعَة أُغْنِيَة الْبِلال تَزُوْرُنِي
وَبَعْد الْنَّجَاح الْهَائِل وَالرَّسَائِل الَّتِي انْهَالَت عَلَي الْإِذَاعَة مِن الْمُسْتَمِعِيْن اطْمَأَنَّت عَائِشَة لمُسْتَقَبْلَهَا الْفَنِّي كَفَنَانَة وَزَادَت مَعْنَوِيَّاتِهَا وَشَقَّت طَرِيْقِهَا بِثِقَة وَكَانَت سَعِيْدَة جَدَّا عِنَدَمّا تَقَاضِت مَبْلَغ خَمْسَة جُنَيْهَات كَأَجْر لَهَا مِن الْإِذَاعَة فَفَرِحْت وَاشْتَرَت خَّرُوْفَا وَأَقَامَت حُفَّلا لأَقَارَبِهَا وَأَصْدِقَائِهَا ابْتِهَاجا بِهَذِه الْمُنَاسَبَة
تَزَوَّجَت عَائِشَة فِي بِدَايَة حَيَاتُهَا مَن شَاب وَعَاشَا مَعَا فَتْرَة طَوِيْلَة وَأَنْجَبَت وَلَدَا إِلَا أَن زَوَاجِهَا لَم يَكْتُب لَه الْنَّجَاح وَعَاشَت مُزَعْزِعَه وَقَلِقَة فِي تِلْك الْفَتْرَة وَلَكِن سَرْعَان مَا اسْتِعَادَة الْأَمَل وَاسْتَمَرَّت فِي الِانْطِلَاق نَحْو رِسَالَتَهُا الْفَنِّيَّة
وَعَادَت تُغْنِي وَقَفَزْت لِلْقِمَّة عِنَدَمّا غَنَّت لِلْجُنُود الْبَوَاسِل بِالْمَيْدَان تَسْال الْلَّه أَن يُعِيْدَهُم مُنْتَصِرِيْن وَهَكَذَا لَاقَت أُغْنِيَة يِجُوْا عَايدَين نَجَاحَا مُنْقَطِع الْنَّظِيْر وَلَا تَزَال هَذِه الْأُغْنِيَة تَحْتَل مَكَانَة كَبِيْرَة فِي نُفُوْسِنَا
وَبَعْد ذَلِك وَاصَلَت نَشَاطَهَا وَازْدَادَت مَحَبَّة وَإِعْجَاب لَدَي الْمُسْتَمِعِيْن وَخَاصَّة عِنَدَمّا غَنَّت الْأَغَانِي الْقَدِيْمَة الَّتِي تَتَجَلَّى فِيْهَا الْرُّوْح الْسُودَانِيَّة الْأَصِيلَة وَكَان مِن الْطَّبِيْعِي أَن يَهْتَم بِهَا الْشُعَرّاء وَالمُلحَنُون
وَهَكَذَا غَنَّت لِلْشَّاعِر عَبْدِالْرَّحْمَن الرِّيَح وَلِلشَاعِر عَلَي مَحْمُوْد وَعَبْدَالمُنِعم عَبْد الْحَي وَلَفَّت صَوْت عَائِشَة الْمُطْرِب احْمَد عَبْدُالْرَّازِق حَيْث أُحِس فِي صَوْت عَائِشَة تَعْبِيْرَات مُؤْثَرَة أَوْحَت إِلَيْه بِإِمْكَانِيَّة اسْتِغْلَال هَذَا الْصَوُت فِي عَمَل فَنِي مُشْتَرِك وَهَكَذَا تَعَاوُن مَعَهَا فِي وَضْع لِحَنِين لْأَغَنِّيَتَين شَارَكَا فِيْهِمَا بِالْأَدَاء وَكَانَتَا بِلَا شَك مِن الْأَعْمَال الْجَيِّدَة لَفَتَت أَنْظَار الْمُعْجَبِيْن إِلَيْهِمَا كَانَت الْأُغْنِيَة الْأُوْلَى الرِّيَدَة وَالْثَّانِيَة يَا جَافِي حَرَام
وَهَكَذَا تَأَلَّق نَجْم الْفَنَّانَة عَائِشَة الْفَلَاتِيَة وَابْتَسَمَت لَهَا الْحَيَاة وَتَغَلْغَل فَنَهَا فِي نُفُوْس الْمُسْتَمِعِيْن
وَفِي مَجَال الْمُنَاسَبَات الْمُوُسِمِيّة كَانَت لَا تَمْر مُنَاسَبَة تَحْتَفِل بِهَا الْدَّوْلَة إِلَّا وَكَانَت فِي مُقَدِّمَة الْمُشَارِكِيْن وَفِي مُنَاسَبَات رَسْمِيَّة كَثِيْرَة كَانَت ضِمْن الْبَعَثَات
وَفِي احْتِفَال نَيْجِيرْيَا بِعِيْدِهَا الْقَوْمِي وُجِّهَت لَهَا دَعْوَة شَخْصِيَّة عَن طَرِيْق وَزَارَة الْإِعْلَام نَظَرا لِلْمَكانَة الْكَبِيْرَة الَّتِي تَحْتَلُّهَا فِي نُفُوْس الْشَّعْب الَنَيْجِيْري وَكَانَت تَحْفَظ بَعْض الْأَغَانِي بِلَهْجَة قَبَائِل نَيْجِيرْيَا وَتُغَنِّيْهَا لَهُم عَلَي طَرِيْقَة الْأَلْحَان الْسُودَانِيَّة فَلَاقَت اسْتِحْسَانا وَقَبُوْلِا كَبِيْرا
وَلِعَائِشَة الْفَلَاتِيَة الْآَن مَا يُقَارِب سِتِّيْن أُغْنِيَة كَمَا لَهَا بَعْض التَسْجِيلَات فِي إِذَاعَة ام دُرْمَان وُلِنَدْن وَالْكُوَيْت وَالْسُّعُوْدِيَّة وَأثْيُوبيّا وَالْصُّوْمَال وَقَد سَجَّل بَرِيْد الْمُسْتَمِعِيْن اكُثّرا مِن مَرَّة رَقْما كَبِيْرا لأَغَانِيُّهَا الْنَاجِحَة وَمَن اشَهْرَهَا الْمَوَدَّة ـ سَافَر حَبِيْب الْرُّوْح ـ الْبُرْتُقَال ـ الْمَمْنُوْع وِصَالُه
وَلَم يَقْتَصِر نَشَاطَهَا عَلَي الْأُغْنِيَة الْعَاطِفِيَّة فَغَنَّت لِلْعِيْد وَرَمَضَان وَأَنْشَدَت الْأَغَانِي الْدِّيْنِيَّة وَلَم تَتْرُك مُنَاسَبَة وَطَنِيَّة إِلَا وَشَارَكَت فِيْهَا بِحَمَاس وَمَن بَيْنَهَا نَشِيْد يَا بِلَادِي وَشَعْب الْسُّوْدَان يَا بَطَل وَأُغْنِيَّة بِلَادِي حُلْوَة
عَائِشَة الْفَلَاتِيَة تَرَبَّعْت عَن جَدَارَة عَلَي عَرْش الْغِنَاء فِي الْسُّوْدَان طِيَلَة مَا يَقْرُب ثَلَاثِيْن عَاما وَتَرَكْت وَرَاءَهَا ثَرْوَة فَنِّيَّة لَا يُسْتَهَان بِهَا تُؤَكِّد أَصَالَتِهَا الْفَنِّيَّة وَإِخَلاصَهَا لِفَنّها. 

مِن اغنَبَات لِكَوْكَب الْارْض .
 اضغط هنا-للاستماع و تنزيل اغاني عائشة الفلاتية من سمعنا
اضغط هنا-الملاك السامي-عائشة الفلاتية علي يو تيوب 
اضغط هنا-اعاني عائشة الفلاتية علي الاذاعة السودانية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق