Powered By Blogger

الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

دكتور منصور خالد



الدكتور منصور خالد محمد عبد الماجد دبلوماسي وكاتب وسياسي ومفكر سوداني. يعد من أكثر الشخصيات السودانية إثارة للجدل نسبة لآراءه المختلفة ولخطورة مناصبه المحلية والعالمية التي تقلدها.
حياته ونشأته
ولد الدكتور منصور خالد بامدرمان العاصمة الوطنية للسودان في يناير من العام 1931 م في حي (الهجرة). وينحدر منصور من أسرة أمدرمانية عريقة فجده الشيخ العالم الشهير (محمد عبد الماجد) المتصوف المالكي والذي أفنى عمره في تدريس الفقه المالكي والتصوف، وجده هذا الأخ الشقيق لجد منصور لأمه الشيخ (الصاوي عبد الماجد) الذي كان أيضاً قاضيا شرعيا وعمل في تدريس الفقه إلا أن أسرته قد غلب عليها طابع التصوف وهو ما وثقّه منصور بنفسه في سيرته الماجدية-أنظر المؤلفات أدناه. نشأ منصور في أسرة متصوفة، كما سبق، وتضم أيضاً عدداً من الأدباء وكبار الموظفين بالدولة، ولقد ظهرت معالم أسرته واضحة في كتاباته المختلفة فإشتهر منصور بسلامة اللغة، وجمال البلاغة، وسعة التخيل، ودقة التحليل
مراحله التعليمية
تلقى جميع مراحل تعليمه حتى المرحلة الجامعية بالسودان. درس الأولية بأمدرمان، ثم مدرسة أمدرمان الأميرية 
حياته العملية

لفترة قصيرة -بعد إكمال دراسته- عمل منصور بالمحاماة، ثم عمل بعد ذلك سكرتيراً لرئيس وزراء السودان عبد الله بك خليل(1956-1958)وأنتقل بعدها للعمل بـالأمم المتحدة في نيويورك ثم منظمة اليونسكو بباريس. عمل استاذا للقانون الدولي بجامعة كلورادو بالولايات المتحدة.
العمل السياسي

نشر مقالات في (يناير1969) بصحيفة الأيام، تنبأ فيها بزوال الحكم الديموقراطي- نسبة للمشاحنات الحزبية، والعداء الطائفي وعدم احترام الأحزاب لمبدأ الديموقراطية واستقلالية القضاء وتمثل ذلك في طرد الحزب الشيوعي من البرلمان، وتعديل الدستور لعمل ذلك، وتحقير القضاء الذي حكم بعدم دستورية تلك الأفعال، واستقالة رئيس القضاء (بابكر عوض الله)- وبعد شهور من تلك المقالات وفي 25مايو أطاح جعفر نميري بالحكم الديموقراطي وأتى بنظام (ثورة مايو). بعد قيام ثورة مايو 1969م بقيادة جعفر نميري اشتغل كوزير وزيرا للشباب والرياضة والشئون الاجتماعية. شهدت قطاعات الشباب إبان وزارته نهضة كبرى تمثلت في تفعيل الشباب في الخدمة الطوعية(صيانة الطرق، بناء المشافي والمدارس الخ)، وفي إنشاء مراكز الشباب، ومراكز التأهيل، ومحو الأمية. كما أنه قد أسهم في خلق علاقات قيمة ومفيدة مع (هيئة اليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، وحكومات مصر والجزائر وكوريا الشمالية). كما أن وزارته قد أقامت عددا من المهرجانات الشبابية وانشأت قصور الثقافة. في أغسطس 1970 استقال من الوزارة رغم اعتراضات الرئيس وكثير من مجلس الثورة، ولكنه أصر عليها لأنه رأى أن الصراعات الأيدلوجية أنهكت النظام الذي كان يعيش في تلك الفترة بالموازنات الأيدلوجية اليسارية. ورغم الفترة القصيرة التي قضاها في الوزارة إلا أنها شهدت إنجازات ضخمة. بعد استقالته من الوزارة عمل ممثلاً لمدير عام هيئة اليونسكو "رينيه ماهيو" ضمن برامج التعليم لهيئة غوث اللاجئين الفلسطينيين. وعاد بعد ذلك ليعمل سفيرا للسودان بالأمم المتحدة. تقلد عدة مناصب في السودان من وزارة الخارجية ووزارة التربية وكمساعد لرئيس الجمهورية. في العام 1978 استقال من المكتب السياسي وخرج من (نظام مايو) لأنه رأى أن الرئيس (نميري) تغول على المؤسسية في الدولة. عمل كزميل في معهد ودرو ويلسون بمؤسسة اسمثونيان بواشنطن عقب تركه السودان في عام 1978 م. شغل موقع نائب رئيس للجنة الدولية للبيئة والتنمية التي انشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1982م، ومقرها جنيف. ألف عددا من الكتب حول السياسة السودانية باللغتين العربية والإنجليزية كما نشر العديد من المقالات في الحوليات الدولية عن قضايا التنمية والسياسة في العالم الثالث. كما أنه مهندس جميع اتفاقيات السلام في السودان.
قالوا عن منصور

سننقل هنا -تباعاً- بعض الآراء المادحة والقادحة في الدكتور منصور خالد.. وكما أشرنا من قبل فإنه شخصية مثيرة للجدل عند كثيرين، ولعل النبوغ المبكر الذي اتسم به منصور، وحب جميع أساتذته له، ثم تفوقه المستمر في العمل العام، قد دفعا البعض إلى الشطط في النقد وعدم التيقن والتثبت في كيل الإتهامات. وإن كان هناك من وجه نقده إلى فكر منصور مباشرة وسنعرض لهم جميعاً بصورة محايدة ومفصلة.
جمال محمد أحمد

نبدأ بالأديب والسفير والمفكر السوداني الراحل الأستاذ جمال محمد احمد (1915-1986) من الواضح أن جمالا يكبر منصور بزهاء 15عاما أو أزيد، ولقد وردت إشارة في مقالات منصور بأنه تتلمذ على يديه، ولكنه ومع ذلك قد كان صديقاً لمنصور، ولقد اشتهر جمال بسعة أفقه وبموسعيته، قدم جمال لمجموعة مقالات منصور (حوار مع الصفوة) -أنظر (مؤلفاته) ادناه- ونقتبس من تلك المقدمة شهادة لصالح منصور قال فيها جمال عن منصور(كل كتابة بالحرف العلوي هي من عملنا للشرح): ((.. فكتب هذه البحوث التي ستقرأ بعد حين، وترامت الأقاويل، تجرمه كما تجرم كل ذي نظر، يبين: شيوعي، ناصري، فوضوي، أناني، وأنا الذي صحبته سنين أعرف أنه قومي سوداني في البدء، وأكبر من كل بطاقة يسير بها الناس، يتصيدون المكان الأرفع لذاته، لا لما يتيح لواحد أن يعمل، وعذاب المكان الأرفع لا يعرفه غير من افتقده. أثلجت غضباته صدور أكثر الشباب، لأنه واحد منهم، يتميز عنهم ببيان يقنع، يعبر عن ذاتهم كما يعبر عن ذاته، فهي تحس ما يحس، ولا تملك ما يملك هو، من معرفة بتجارب عالمنا العربي والافريقي، يتصدى لدقائق الحكم والإدارة والتعليم والثقافة. يستلهم تجاربه الثرة. يخيف الواحد بنشاطه الجسدي والذهني، تأتيك رسائله من أطراف الأرض يبث فيها مشاعره وأفكاره، ويحدثك عن الذي قرأ من سياسة وأدب لا تدري، متى وجد الفراغ، وعن الذين لقى من أئمة الفكر والسياسة، لا يمس واحد منهم استقلاله الفكري.... ما أدري إن وقف عند كلمة معلمنا لطفي السيد أم لم يقف، لكنها تصفه وتصف كل الذين يعيشون الطلاقة الجامحة: "إن أراد قارئ أن يفهم حديثي هذا دفاعا عن فكر بعينه، فليعد قراءة الحديث مثنى وثلاث ورباع... وإن أراد أن يفهمه دفاعا عن دولة، فليعد قراءته مثنى وثلاث ورباع فالذي أدافع عنه هو أمر أخطر من هذا بكثير...الذي أدافع عنه هو حقنا في أن نفكر بحرية طليقة... وهو واجبنا في أن نتصرف بإرادة".))

إلى أن يقول: ((شيء واحد في هذا الصدد أحب أن أقوله، لأني أراه عن قرب. إن صاحب النظرات يعطي حياته كاملة لنظراته، الأمر الذي يدلك على أنه لم يكن ناقداً لأوضاع فحسب، كما يفعل كثيرون من المستنيرين في العالم. حذا –إن كان يدرك أو لا يدرك- حذو هايك*يقصد جمال فريدريش فون هايكال حائز على جائزة نوبل في الاقتصاد (8 مايو 1899 في فيينا - 23 مارس 1992 في فرايبورغ) * استاذ الاقتصاد يوما ما في كمبردج الذي كتب "طريق الحرية" وهو يعلم في كامبردج*الترجمة العربية الحديثة للكتاب صدرت باسم "الطريق إلى الرق"*، و"سنو" عالم الطبيعة* يقصد جمال Charles Percy Snow عالم فيزياء إنكليزي وروائي (15 October 1905–1 July 1980) *الذي كان من صفوة شرشل على أيام الحرب الكونية الثانية واذاع في الناس فكرة الثقافتين العلمية والأدبية.........كانوا جميعا نقدة أوضاع، وحين أتاحت لهم العمل العقول الذكية التي تضع المواهب مكانها، كانوا عند كلمتهم. عملوا للتغيير، وأصابوا حظاً من النجاح، وردت لهم حكوماتهم عرقهم وكدحهم تشريفاً، أغدقوا عليهم أعلى مراتب الكبراء، مثل لورد سنو..وعادوا منازلهم يكتبون على كبر، أكبر الظن ينقدون، فأهل الفكر، يطمحون ليكتمل الإنسان... لا يزعمن قارئ إني اسرف، حين أسوق هذه الأسماء، انا أسوقها لأحث الذين يرقبون حياتنا العامة، أن يقوموها وأن يتحدثوا فيها حديث منصور، حين كان بعيداً يرقب، لأني لا أعرف حياة عامة استقامت دون أشباه منصور، وهم عندنا كثيرون، أريد لهم وقد شغل منصور عن النظر وأنصرف للتطبيق، أن يتخذوا مكانهم الجدير بهم، يدعون للإصلاح، للتغيير، للإحساس بما يقع حولهم هنا، وفي العالم العريض))أ هـ
الدكتور عبد الله علي إبراهيم وإتهامات العمالة

في حين أن جمالا يرفع منصورا لمكان علي فإن بعضهم قد حط من قدره لدرجة وصمه بالعمالة الأجنبية!! وتبدو للكثيرين أن هذه التهمة مبالغ فيها ولا تمت للواقع بصلة، خصوصا إذا اعتبرنا أن من روج لها بعض الأحزاب العقائدية مثل (الحزب الشيوعي السوداني) في فترة صراعه مع نظام مايو بعد العام 1971م، ففي العام 1972 أصدر الحزب الشيوعي السوداني بيانا ينتقد فيه اتفاقية أديس ابابا، التي وقعت بين نظام مايو والثوار في جنوب السودان وأنهت الحرب الأهلية بالسودان، ومما جاء في ذلك البيان وصم لمنصور بالعمالة للمخابرات الأمريكية

هذه الإتهامات لم يستطع إنسان أن يقم عليها أي دليل واضح وبين غير أن منصورا قد كان ذو طبيعة مختلفة عن الآخرين، وكان صاحب رأي مختلف. في حلقات متصلة-نشرت بالصحف، وصدرت في كتاب- حاول الدكتور عبد الله علي إبراهيم أن يقدم دليلا ملموسا على عمالة منصور المزعومة في مقال حمل عنوان (منصور خالد القوال) ما يأتي((فقد وقعنا على وثائق خبرها غير سار. فقد خدم منصور المخابرات الأمريكية في عام 1953 وهو طالب بعد بكلية الخرطوم الجامعية. وربما كان في عامه الثاني بكلية القانون. فقد ورد اسمه ونوع خدمته في تقرير من ضابط الاتصال بالسفارة الأمريكية بتاريخ 8 أغسطس 1953 إلى الخارجية الأمريكية بصورة إلى أفرع القوات المسلحة الأمريكية والسي آي أى. وهو تقرير استكمل به ضابط الاتصال مذكرة سلفت له بتاريخ 31 مارس 1953. وعنوانه "الشيوعية في السودان". وأرفق سويني قائمة بالمصادر البشرية التي زودته بالمعلومات لكتابة التقرير ثم قائمة أخرى عَرَّفت بعشرين شيوعياً أو من أعتقد مخبرو سويني أنهم شيوعيون ومنهم عبد الخالق محجوب ومحمد سعيد معروف وأحمد سليمان وقاسم أمين وطه بعشر وحسن الطاهر زروق ومصطفى السيد وعبد القادر حسن وفاطمة طالب وخالدة زاهر السادات ومحمد أمين حسين وعز الدين على عامر وأحمد محمد خير وحسن سلامة ومحمد المرضي جبارة وعبد الرحيم الوسيلة وفتح الرحمن محمد خلف الله وجيمس تدي لاركن (جوبا) ومحمد إبراهيم نقد وعبد العزيز أبو. وأرفق سويني بالتقرير القوانين التي صدرت لمكافحة الشيوعية ونصاً مترجماً لخطاب القاه المرحوم محمد سعيد معروف في الأبيض عن مهام ما بعد الاتفاقية كانت قد نشرته جريدة "الصراحة". جاء اسم منصور خالد بالرقم 9 من بين المصادر البشرية لهذا التقرير وعددهم إحدى عشر. ووصفته القائمة بأنه "طالب قانون بكلية الخرطوم الجامعية ومحرر بجريدة "الوطن" والمعلومات عن الطلبة من صنعه." وعلى ضوء هذه المعلومات كتب سويني ما يلي عن عبد العزيز أبو : " طالب سابق بكلية الخرطوم الجامعية وكان عضواً بلجنة اتحاد الطلبة. طٌرد من الكلية لقيادته مظاهرة. هو الآن بسبيله للدراسة بجامعة براغ التي منحته مواصلات مجانية بداخل البلد وأعفته من المصروفات الجامعية ونفقات السكن والأكل التي تكفلت بها الحكومة التشيكية طوال تلقيه العلم بالجامعة. وبحسب إفادة منصور خالد فإن أبو كان بادر بالتقديم لهذه المنحة بالسفارة التشيكوسلوفاكية بالقاهرة. ويقول خالد أن أبو شيوعي لا غلاط فيه." وجاء ما يلي في تقرير سويني عن محمد إبراهيم نقد: "طالب سابق بكلية الخرطوم الجامعية وسكرتير اتحاد الطلاب. طردوه من الكلية لنشاطاته الشيوعية. هو الآن بسبيله إلى براغ. فقد منحوه مواصلات مجانية بداخل البلد وكذلك أعفوه من المصاريف الجامعية مع السكن والأكل وتكلفت الحكومة التشيكية بذلك. وبحسب قول منصور خالد فإنه قد بادر بالتقديم للمنحة بسفارة تشيكوسلوفاكيا بالقاهرة. ونقد هو قريب الدرديري نقد من الحزب الجمهوري الاشتراكي."))
الرد على عبد الله وإتهاماته/ مصطفى البطل

يرى البعض أن عبد الله قد حوّر الحقائق ونسب مالا ينسب، فسويني لم يكن ضابط مخابرات، والوثائق نفسها لا تخص المخابرات، والعمالة لا تثبت على منصور لأنه لا ينقل للمخابرات عن تنظيم ينتمي اليه!! وفي مقال له نشر بمجلة سودانايل الإلكترونية فند الدكتور مصطفى البطل حجج عبد الله علي إبراهيم ومما جاء في مقاله ذاك(الكتابة باللون الأحمر من صنعنا): ((في واحدة من رسائله إلى على أبوسن<font color="red*أحد سفراء السودان السابقين* قال المجذوب*محمد المهدي المجذوب، شاعر سوداني شهير*: (أنا أزعم بأن سبب الفوضى في السودان هو جهل الناس بالتاريخ، وقد زاد جهلهم به حين كتب عنه شبيكة*يقصد مكي شبيكة، وهو مؤرخ سوداني*)، "المجذوب والذكريات: أحاديث الأدب والسياسة، الجزء الاول - ص ١٨٢". وأحسب أن صاحب "الشرافة والهجرة"، *الشرافة والهجرة ديوان شعر للمجذوب* لم يقصد بعبارته تلك التطفيف من أعمال المؤرخ الكبير مكي شبيكة بقدر ما أراد أن يعبر عن أسفه لواقع جهل السودانيين بالتاريخ. ولكنني، خلافاً للمجذوب، ألتمس بغير كثير حذر التطفيف من قدر التصريحات التي أدلى بها أستاذنا وصديقنا ومرشحنا لرئاسة الجمهورية، الدكتور عبد الله علي إبراهيم، في محاضرته بعنوان: (الفكر والتاريخ: رؤية نقدية)، التي نظمها نادي الفكر بقاعة اتحاد المصارف السوداني بالخرطوم الأسبوع الماضي. إذ أقول مقتفياً عبارة المجذوب بأنني أخشى أن يزداد جهل الناس بالتاريخ وبأشياء أُخر، لو أنهم أصاخوا السمع لإفادات عبد الله وأخذوها مأخذ الجد.))

وأشار البطل لمقالات عبد الله المتوالية على مدى سنتين في شأن منصور فيرى أن عبد الله ينطلق من خصام شخصي يريد عبد الله من تلك المقالات أن: ((يصفي معه الحساب القديم، حساب "الملتقى الفكري" الذي طرده منصور من سكرتاريته عام١٩٧٠م، فكسر شوكته وحطم كبرياءه وأحدث في خويصة ذاته جرحا نفسيا غائرا استعصى على الزمان مداواته.))

ثم يعرج البطل إلى موضوع العمالة المزعوم فيقول: ((خاض عبد الله بنا في لجج حرب مستعرة ضد الدكتور منصور خالد بلغت ذروتها بنشره جزءاً من وثيقةٍ استخرجها من خزانة للوثائق الأمريكية باحدى المكتبات. استخدم عبد الله في المقال القصير الذي أبرز فيه وثيقته وعنوانه (منصور القوّال) عبارة (المخابرات الأمريكية) باللغة العربية أربعة عشر مرة بالتمام والكمال، وأورد مرادفها بالحروف الإنجليزية (سى آى ايه) مرة واحدة، وعبارة (عميل لإدارة من إداراتها) ويقصد المخابرات الأمريكية مرة واحدة، وكلمة (المخبر) و(المخبرون) مرتين، باجمالى يبلغ عشرين في العدد لاستخدام ذات الالفاظ أو المعانى. وزع صاحبنا العبارات توزيعاً ذكياً بين بداية المقال ومنتصفه وخاتمته. مثال ذلك: (علقت بمنصور تهمة العمالة للمخابرات الأمريكية). ثم: (وقفنا على وثائق [تثبت] أن منصور خدم المخابرات الأمريكية عام ١٩٥٣م). ثم: (لم يكن بوسع المخابرات الأمريكية أن تترك الحبل للشيوعيين على الغارب)، وهكذا. والوثيقة المشار إليها كتبها دبلوماسي أمريكي اسمه جورج سويني، ومع أن السيرة الذاتية لسويني هذا متاحة لكل من يعرف الطرقعة والغوغلة في بطون الحواسيب، شأنها شأن السير الذاتية لغالب رجال الدبلوماسية الأمريكية الراحلين والأحياء، وتقول سيرته انه موظف فدرالى من كادرات الخدمة الدبلوماسية، ولد عام ١٩١٢م وتُوفيَ في ١٩٧٩م. ومع ذلك فإن عبد الله لم يطرف له جفن وهو يوحى لقارئه كتابةً بأن سوينى ضابط مخابرات يتبع للسى آى ايه. مع انه يعلم أنه موظف دبلوماسى يتبع لوزارة الخارجية، تماما كما يعلم ان الجاسوسية والدبلوماسية في الولايات المتحدة خطين متوازيين، وان بين جهازيهما وعناصرهما البشرية ما صنع الحداد. والوثيقة نفسها لا تعدو كونها مذكرة دبلوماسية وليست تقريراً استخبارياً بالمعنى الاصطلاحي، بقرينة أنها موجهة من السفارة (مكتب الاتصال) بالخرطوم إلى رئاسة وزارة الخارجية الأمريكية، شأنها في ذلك شأن المئات من وثائق الخارجية الأمريكية التي تعني بتوصيف وتحليل الأحوال السياسية في السودان التي ظل الصحافي محمد علي صالح يقوم منذ زمن بعيد بنقلها من الأرشيف الأمريكي وترجمتها إلى العربية دون عجيج أو ضجيج. بل ان الاستاذ محمد على صالح، وهو خبير مخضرم ومحلل معتق للنظم والشئون الأمريكية لما يقرب من اربعة عقود من الزمان، كان قد وقع على ذات الوثيقة وقام بايرادها ضمن ترجماته على انها وثيقة كتبها دبلوماسى تابع لوزارة الخارجية وليس عميل للسى أى أيه يتبع لوكالة المخابرات. ولعل هذا ما حدا بالسوداني الأمريكي المقيم بمنطقة واشنطون عادل عثمان، أن يبادر وفي ظرف دقائق معدودة من نشر مقال عبد الله علي أحد المواقع الإلكترونية الواسعة الانتشار، بكتابة وإرسال التعليق التالي: (كلام عبد الله عن عمالة منصور للمخابرات الأمريكية غريب. المخابرات الأمريكية لا تكشف أسماء عملائها، خاصة إذا كان العميل حياً ويشغل منصباً قيادياً في دولته. هذا التقرير من صميم عمل الدبلوماسيين في أي سفارة. مهمة أي دبلوماسي أن يكون على صلة بمواطني البلد الذي يعمل فيه وبالذات مثقفيه ومتعلميه وصناع الرأي من الصحفييين والكتاب والسياسيين....). وكاتب التعليق، مثل كثيرين غيره من الذين عاشوا في الولايات المتحدة لعهودٍ متطاولة، لا يجوز عليهم التخليط والهرج والتأثيرالايحائي وأشغال الاكروبات اللغوية. ولولا اننا لا نأخذ مأخذ الجد تقويم عبد الله وتصنيفه للغتين العربية والإنجليزية، لدفعنا في مقام التفسير بالزعم بأن عملية تدوير المعلومات الأصلية لدى السودانيين الأمريكيين والمحتوى التحليلي المصاحب لها، إنما يتم في المقام الأول باللغة الإنجليزية، التي يصفها عبد الله بأنها (لغة تفكير)، لا باللغة العربية التي نعتها بأنها (لغة هرج)!))
مؤلفاته

للدكتور منصور خالد عددا كبيرا من المؤلفات ومؤلفاته تقع معظمها في مجلدات ضخمة خصوصا ما كتب منها في فترة التسعينات ومن مؤلفاته:

حوار مع الصفوة

هو عبارة عن مجموعة مقالات كتبت مجموعتها الأولى عقب انتفاضة أكتوبر عام 1964، وكان الكاتب يعمل وقتها مندوبا للأمم المتحدة بالجزائر. وكتبت مجموعتها الثانية خلال فترات اغترابه بفرنسا وهو يعمل في باريس بمنظمة اليونسكو. ضم الكتاب عددا مقدرا من المقالات بلغت 25مقالا تحدث فيها منصور عن مختلف القضايا الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية والتعليمية. الطبعة الثانية من الكتاب كانت في العام1979م وصدر الكتاب عن دار جامعة الخرطوم للنشر بمقدمة من الأستاذ المفكر الراحل جمال محمد أحمد.

لا خير فينا ان لم نقلها

يتضمن هذا الكتاب مجموعة من المقالات اعدها الكاتب في الفترة ما بين 1978-1980 حول الوضع السياسي في السودان. وتعالج المجموعة الأولى من المقالات و التي نشرها الكاتب عندما كان مساعدا للأمين العام للأتحاد الإشتراكي بعض القضايا النظرية التي اوحت بها المصالحة الوطنية مثل التوجه السياسي للنظام و النهج الإسلامي. اما المجموعة الثانية والتي كتبها المؤلف بعد تخليه عن النظام السوداني فتناقش بعض القضايا التي طرحهاالرئيس نميري وهو يتهم جميع اجهزته بالفشل دون إشارة الي مسؤولية القيادة عن كل هذا الفشل .^ صديق بادي الأستاذ صديق بادي صحيفة الصحافة السودانية
السودان والنفق المظلم
الاسم الكامل للكتاب هو: (السودان والنفق المظلم قصة الفساد والاستبداد). وهو كتاب في نقد نظام النميري بصورة مصادمة وظهرت فيه مفاصلة منصور الكاملة لنظام الخرطوم. ولقد صدرت طبعته الأولى في يناير من العام 1985 قبل أقل من ثلاث شهور من سقوط نظام نميري إثر انتفاضة الشعب السوداني في أبريل 1985. يعتبر الكتاب سيرة ذاتية لمنصور وللنظام المايوي إذ ذكر فيه من دقائق الأخبار الكثير.
الفجر الكاذب
في نقد نميري أيضا.
جنوب السودان في المخيلة العربية
النخبة السودانية وإدمان الفشل(من جزئين)
قصة بلدين
السودان، أهوال الحرب.. وطموحات السلام
(الثلاثية الماجدية)صور من أدب التصوف في السودان
تحتوي على ثلاثة أجزاء..
الكتاب الأول ومؤلفه الشيخ محمد عبدالماجد جد منصور وهو عبارة عن سيرة ذاتية.
الكتاب الثاني بعنوان صاوي القوافي وهو عبارة عن جزأين/ الأول: مجموعة أشعار الشيخ الصاوي. الثاني: جمانة التوحيد
الكتاب الثالث بعنوان الدباغ الشاعر.. وهو يتناول ديوان الشيخ عبدالعزيز الدباغ ابن الشيخ محمد عبدالماجد عم منصور خالد
الكتاب الأول والثاني يضمهما مجلد واحد، وكلا المجلدين محققين من قبل الدكتور منصور خالد وبمقدمات عدة.
تكاثر الزعازع وقلة الأوتاد
مجموعة مقالات، وهي آخر ما صدر للدكتور منصور خالد حتى هذه اللحظة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق